صنعت بغزة.. قهوة من نوى التمر خالية من الكافيين

 صنعت بغزة.. قهوة من نوى التمر خالية من الكافيين

كعادة المبدعين في قطاع غزة، لم يجد الشاب فادي الطويل مُعيقًا لتطبيق فكرته الريادية سوى العزيمة والإرادة، من قلب  قطاع غزة المحاصر منذ عشرة أعوام،  يبدع في إنتاج مشروب جديد ينافس به في الأسواق المحلية، مُحوّلاً نوى التمر غير المستهلك إلى مشروب قهوة بمذاق ممتع.

الشاب الطويل نجح في تحويل نوى التمر إلى قهوة، بعد محاولات وصلت إلى 30 محاولة ليخرج بمنتج “مشروب القهوة”، الخالي من الكافيين، وبثلاثين خلطة تختلف كل واحدة منها بالمذاق والطعم عن الأخرى.

وحقق الطويل نجاحًا كبيرًا منذ إطلاقه لمشروعه الريادي الخاص تحت اسم “مشروب قهوة نوى التمر”، ليتميز في الأسواق المحلية في قطاع غزة، معبرًا عن فرحته الكبيرة في نجاحه من خلال الطلب الجيد على منتجه، وليكون له طموح في الوصول لأسواق خارج قطاع غزة المحاصر.

ويقول الشاب الثلاثيني الحاصل على ماجستير في “اقتصاديات التنمية”،  لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن مشروعه الاقتصادي، يعتبر الأول من نوعه محليًّا، موضحاً ان فكرته جاءت بعد متابعة لبرامج وإحصاءات أفادت أن 700 طن من النوى متوفر ولكن “غير مستخدم”، وغالبًا ما يتم إهداره في النفايات.

ما تحكي لحدا!

وفي أول بداية له، تجاهل الطويل الأصوات التي دعته أن لا يُحدّث أحدًا بمشروعه؛ حيث قال له أهله وأصدقاؤه: “ما تحكي لحدا.. بلاش يضحكوا علينا الناس”، معبرًا عن فرحته بنجاحه في الوصول إلى هذه المرحلة من المشروع.

وعن آلية إنتاج مشروب القهوة ذكر الباحث أن الإنتاج يمر بعدة مراحل من أجل إعادة تصنيع النوى من خلال العمل على  إدخاله في مراحل متعددة ومختلفة تبدأ من بمرحلة تجميع النوى مرورًا بتنظيفه وتعقيمه وتحميصه وطحنه، والعمل على تسويقه في الأسواق المحلية.

وذكر أن عمليات جمع النوى تتم من خلال مصادر مختلفة، إما عن طريق شراء البلح واستخدام النوى، أو بشراء النوى من محلات تتعامل مع التمر داخل غزة أو من محافظات الضفة الغربية.

وأكد الطويل أنه يوجد مرحلتان أُخريان تعتبران من أهم المراحل لإنتاج القهوة؛ حيث مرحلة التنظيف والتعقيم، ثم التحميص والطحن، مضيفًا أن “هدف عملية التنظيف والتعقيم هو الحصول على النوى الخالي من الشوائب، وبوقت وجيز خلال ساعات قليلة”، وموضحاً أنها كانت تأخذ منه أوقاتًا طويلة قد تصل إلى 3 أو4 أيام، وذلك بفعل الماكينات الخاصة التي يعمل بها في مشروعه الاقتصادي.

ويضيف أن العملية الأخيرة هي عملية التحميص والطحن؛ حيث يتم تحميص النوى بدرجات حرارة معينة تشبه حرارة تحميص حبات البن، ثم طحنها وتعبئتها للتسويق في نقاط البيع التي بدأ بالتوزيع لها.

ووصلت درجات العزيمة لدى الشاب الطويل من أجل إنجاح مشروعه، قيامه بتجهيز عينات من القهوة والعمل على تذوقها للمارة في شوارع مدينة غزة ومدى تقبلهم للمنتج الجديد، ومعرفة آرائهم فيه،: “حصلت على نتيجة ما بين جيد جدًّا وممتاز”.

وقد احتضن مشروع إنتاج مشروب قهوة نوى التمر ضمن مشاريع  “مبادرون 3 لريادة الأعمال”، بعد منافسته مع مئات الأفكار والمشاريع، ليفوز بالاحتضان من خلال توجيه القائمين عليه، وتهيئته للخوض في سوق العمل، وبالتمويل لفترة زمنية من أجل الإنتاج الجيد واستمرار المشروع بالإنتاج.

منتج يلامس حاجة المجتمع 

ومن أهم ما يميز المشروع أنه يقدم منتجًا يلامس حاجة المجتمع من جميع الفئات؛ حيث إن فكرة المشروع الريادي قائمة على ازدياد معدل استهلاك القهوة في قطاع غزة، وبالمقابل التحذير من مضار شرب الكثير من القهوة، وفق ما يقول ياسر العالم المختص في مجال ريادة الأعمال في قطاع غزة.

ويقول العالم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن صاحب المشروع عمل على تقديم المشروع بفكرته الريادية كمنتج خالي من الكافيين ولذيذ الطعم يمكن اعتماده من ضمن قائمة المشروبات لدى الأسر الفلسطينية للتخفيف من شرب القهوة المصنوعة من البن.

ورأى العالم أن مشروع مشروب قهوة نوى التمر يقدم منتجًا جديدًا وغير معروف بالسابق، معتبرًا ذلك تحديًا لصاحب الفكرة في كيفية إقناع المستهلكين بتجربة هذا المنتج واعتماده كمشروب في بيوتهم، كونه منتجًا ليس له شبيه، داعيًا إياه إلى “مقاومة التحديات المتمثلة في المشروبات التي تدخل في عادات وتقاليد المجتمع”.

ويؤكد المختص أن المشروع مثال لمقاومة الصعوبات والتحديات التي يمر بها قطاع غزة، ودليل على أنه دائمًا هناك حل مهما كانت الظروف، داعيًا الشباب في قطاع غزة إلى الريادة في الأعمال والإبداع للخروج من أزمة البطالة والصعوبات الاقتصادية.

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *