سناء موسى فلسطينية تواجه الاحتلال بأغانٍ وطنية تراثية

 سناء موسى فلسطينية تواجه الاحتلال بأغانٍ وطنية تراثية

سناء موسى مغنية فلسطينية، وُلدت بتاريخ 28/8/1968 في قرية دير الأسد في الجليل، شمال فلسطين، ونشأت في بيت فنّيّ، يولي الموسيقى اهتمامًا خاصًّا، إذ كان والدها، علي موسى متمكّنًا من الموروث الكلاسيكيّ، الشاميّ والمصريّ والعراقيّ، ما ساعدها على سبر مساحات الغناء الكلاسيكيّ العربي بعامّة، والشعبيّ الفلسطينيّ بخاصّة.

أكاديمياً كان شغفها في  العلوم البيولوجية، فهي تحمل شهادة الدكتوراة في علم الأعصاب من كلية الطب بجامعة القدس وحصلت على معدل امتياز فيها، وتعمل في هذا المجال منذ سنوات ولا زالت تبدع في الأبحاث العلمية الطبية.

تشتهر بتقديم العديد من الأغاني الفلكلورية والتراثية الفلسطينية، بدأت مسيرتها الفنية عام 2003 وفي عام 2008 أسست فرقة “نوى أثر“، وصدر لها عدة ألبومات غنائية وأحيت العديد من الحفلات والمهرجانات حول العالم.

تعرف موسى بتقديمها للفن الموسيقي ذو الموروث الفلسطيني غير الشائع، وتبحث عن الطبقات والمحاور الفلسطينية التي تجذب الانتباه دون أن يكون قد تم التطرق لها مسبقًا، هذا الأمر جعل منها ومن مشروعها الفني رسالة طافت بها العالم بمئات العروض الموسيقية ذات التراث الفلسطيني، فكانت الصوت الملهم للكثير من الشباب الموهوبة الفنية حول العالم.

وفي مقابلة أجرتها المغنية تحدثت عن تحديات الفن الفلسطيني، اعتبرت سناء، بأنها “كثيرة، أبسطها صعوبة التنقل، فضلا عن عنف وقمع يومي، والذهاب لتأليف أغنية، أمر غير سهل”.

واعتبرت أن “الفن غير التجاري هو فن محاصر، بالتالي (يواجه) تحديات كبيرة، ونسعى لتقديم ما أمكن لتمثيل الفن الفلسطيني”.

وعبّرت عن أسفها لدور الفن العربي في دعم القضية الفلسطينية، قائلة: “عربيًا، الفن مقترن بقضية معينة وحدث معين بالشأن الفلسطيني، نحن يوميا نتعرض للقتل والأسر”.

“هي كلها قضايا ملهمة للفنانين، ومع ذلك لا يغنون (لفلسطين) إلا بمناسبات معينة وحادثة محددة، لا بد أن تكون قضية يومية بالمشهد الفني العربي”.

الفنانة سناء موسى

تعتبر سناء الأغاني التراثيه مضامين ثقافية وكتبًا معرفية تقص حكايات الشعوب, تحكي قصة الإنسان في زمان ومكان محددين كتفاصيل حياة الشعب الفلسطيني على أرض كنعان, إذ تسرد الأغاني طقوس الزرع والحصاد وصلاة الاستسقاء وغيرها من الطقوس وتوثق المراحل السياسية المختلفة من حياتنا كفترة السفر برلك إلى فترة الاحتلال البريطاني وغيرها من الأغاني المرتبطة بثقافة الجماعة.

نشرت الفنّانة الفلسطينية سناء موسى، العديد من الأغاني التراثية الوطنية آخرها في يوليو 2022 أغنية “يا فدائي يا خالي” المستوحاة من ملحمة المواجهة الشّعبية على جبل صبيح، في بلدة بيتا جنوب نابلس.

يا خالي يا فدائي يا فدائي يا خالي
جنك مجروح لتبرعلك بحالي
يا عمي يا فدائي يا عمي يا فدائي
جنك مجروح لتبرعلك بدمي

سناء موسي_يا فدائي يا خالي
سناء موسى يا فدائي يا خالي

وقالت الفنانة سناء إن هذه الأغنية تحديدًا ترنيمة الشهيد فواز حمايل على جبل الشهداء، اعتاد أن يترنم بها ضاحكًا ومبتهجًا وهي أيضًا نشيد وِحدة المشاعل في بيتا الكبرياء والجسارة.

شغلت الـ «ترويدة» الفنانة والباحثة في التراث الغنائي الفلسطيني سناء موسى منذ بداياتها، وهي تواصل سعيها الدؤوب لتوثيق هذا النوع من الغناء الإنساني والاجتماعي أينما وجدته في فلسطين المحتلّة. 

سناء وغيرها من الباحثين يرون في هذا النوع من الغناء جزءًا لا يتجزأ من حكاية فلسطين، التي تحتاج لأن تمتلك حكاياتها، فمن يمتلك الحكاية يمتلك الأرض.

جديد سناء موسى قرارها بأن تكون الـ «ترويدة» عنوانًا لبرنامج تلفزيوني، حيث تتوسع دائرة المشاركة في نشر المعلومة والتحليل، وبالطبع يترافق ذلك مع الأداء.
في برنامج «ترويدة» البحثي بإمتياز تستقي الفنانة المعلومات من مختصين في فلسطين، ومن جولاتها في القرى سابقًا وحاليًا. حواراتها المركزة والهادفة تنطلق من كون الترويدة تشكّل بالنسبة لها «مشروع أرشيف بحثي موسيقي انثروبولوجي، يتتبع القوالب الغنائية الفلسطينية. ويبحث في جذورها وسياقاتها الإنسانية والاجتماعية والحضارية».

عبر قناة فلسطين تطل ببرنامجها مرّة كل أسبوعين في 8:05 مساء من يوم الخميس، بملابسها التراثية التي تشكل جزءًا من الحكاية. وتستقبل ضيوفها ضمن ديكور بسيط. أبحاثها المتواصلة عن الترويدة منذ عقدين من الزمن داخل فلسطين المحتلة وفي الشتات جعلتها متمكنة من هذا الفن لجهة المعلومة والتقديم والأداء.
تتضمن كل حلقة من برنامج «ترويدة» جديداً مُكتشفًا من هذا النوع من الغناء الذي تقول إن أداءه يخلو من التصفيق والزغاريد.

والترويدة أنواع منها ما يقال في وداع العروس، ومنها المشفّر كون البوح في الزمن القديم كان مقيدًا.
في الحلقة الأولى من «ترويدة» تمثّل الجديد بترويدة «يا مريم» المكتشفة في قرية «بتير» قرب بيت لحم، وأخرى من الخليل بعنوان «يا حلولوبنا».

أدت سناء موسى الترويدتين بصوت يعرف كيف يصل. شعر محمود درويش يحضر أكثر وأكثر في وجدانها «من يكتب حكايته.. يرث أرض الكلام». والترويدة جزء من الحكاية.

سناء موسى ترويدة الحلقة الأولى

المصادر

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *