سفيرة الرسم على الدخان من غزة تعبّر عن قضيتها وتفضح جرائم الاحتلال

 سفيرة الرسم على الدخان من غزة تعبّر عن قضيتها وتفضح جرائم الاحتلال

كل شيء في قصة الفنانة التشكيلية منال أبو صفر مختلف، قدراتها المتطورة، أسلوبها المبتكر وحتى عجزها عن تخطي حدود المكان رغم إبداعها النادر.

عندما ذهبت لزيارتها طالعتني جزيرة ألوان على أرضية الرواق المؤدي للبيت وجدرانه، وحتى شجرة الزينة العملاقة في الفناء طالتها بألوان زاهية تاركةً لمساتها في كل مكان.

وتعجز منال عن المشاركة في معارض ومؤتمرات فنية خارج غزة بسبب الحصار وإغلاق المعابر، كان آخرها دعوة وصلتها من مؤسسة ثقافية في مدينة حيفا بعد ضياع فرص كثيرة لدعوات من روسيا وأوكرانيا والمغرب وتركيا.

وتميزت الفنانة التشكيلية منال أبو صفر؛ لكنها في حرب غزة عام 2014 أطلقت بنات خيالها مبتكرةً الرسم من وحي دخان الطائرات والقذائف التي  كان الاحتلال يصب نيرانها فوق غزة، فأنتجت مدرسة جديدة من الرسم حازت على جوائز عربية.

اقرأ: منال أبو صفر: رأيت الانتصار بين أكوام الركام

حكاية الألوان:

على منضدة خشبية تداعب منال عشرات الألوان الزيتية والمائية التي تمنح من خلالها الحياة للوحات التراث والمرأة والمعاناة في غزة، مفتتحة حكايتها التي بدأت بجمع ألوان الخشب، ثم تطورت لدراسة التربية الفنية والمشاركة في الفعاليات الفنية.

وتضيف: “أرسم على الجدران واللوحات والنحت على العظم والحفر على الخشب، إضافة لأشغال يدوية ورسم على الزجاج، لكن معظم اهتمامي هو الفن التشكيلي والألوان الزيتية والمائية، ولدي مشروع سنوي بدأ عام 2009، وهو معرض دوري اسمه فراشة ربيع”.

بدأت أعمالها في الجانب التعبيري، لكنها مع الخبرة انتهجت البعد عن الواقعية، ومنحت لوحاتها الرموز؛ خاصّة في قضايا المرأة، وهو ما يبدو جلياً في لوحات رسمتها عن العنف ضد المرأة والتراث والعودة.

أنتجت 120 لوحة فنية، وشاركت في رسم مئات الجداريات التي وصل طول بعضها 20 متراً، لكنها في حرب غزة عام 2014 أرادت أن تحتل دوراً آخر.

مدرسة الدخان

في اليوم الرابع من الحرب تفاعل الفنان الكامن داخلها، فأرادت إنتاج شيء، واستوحت من دخان الصواريخ المنهمرة فوق رؤوس المدنيين والتي دمرت حجرة رسمها من قصف مجاور، مدرسة جديدة للإلهام.

وتتابع: “أسست مدرسة الدخان، كان شكل دخان القذائف والقصف والغبار يمنحني إلهاما وجدته ضمن المدرسة الفنية السريالية فرسمت 30 لوحة في الحرب، وتم تكريمي من البيت العربي في أوكرانيا بعد لوحات رسم الدخان كأكثر فنان نشاطاً إلى جوار الفنان فتحي غبن”.

بعد حرب عام 2014 مثّلت الفنانة منال أبو صفر فلسطين في فعالية فنية كبيرة في المغرب العربي، ورسمت هناك لوحة تعبر عن السلام استوحتها من قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وبعدها تم ترشيحها مع فنانين اثنين لجولة فنية في باريس وروسيا وتركيا، لكنها لم تتمكن من مواصلة التنقل.

اقرأ أيضًا: دخان الغارات الإسرائيلية على غزة يُحول إلى “لوحات فنية”

فنانة محاصرة

أكثر ما يؤرّقها هو حرمانها من السفر حين تتلقى دعوة وتعجز عن اجتياز معبر رفح وبعد انقضاء الفعالية تطالع الصور عبر الإنترنت عن بعد.

الفنانة التشكيلية منال أبو صفر
الفنانة التشكيلية منال أبو صفر

وتضيف: “أشارك عبر الانترنت لكن المعبر دائماً مغلق ولدي أعمال بحاجة لمشاركة وإمكانات فالفنان الفلسطيني أداؤه قوي جداً وفنه مميز لكنه محاصر بغزة وفي يناير الماضي دعيت للمشاركة في فعالية فنية في حيفا لكن الاحتلال حرمني الوصول لها”.

بعد إنجازها أربع أعمال فنية تمنت التجول بلوحاتها ورسم المزيد خارج فلسطين لتنقل رسالة الفنان المحاصر بغزة وكل ما تتمناه تعزيز قيمتها ونشر الفن الفلسطيني خارج فلسطين.

وتتابع: “تفاجأ الفنانون في المغرب بمؤسسة قصبة الفنان من رسمي وأنا من غزة ولو فتح المعبر لدي دعوات من دول أوروبية والعراق والمغرب وتركيا وتونس سأتجول فيها بفني”.

ورغم حالة السجن القسري الذي تعيش فيه الفنانة أبو صفر وسط حصار غزة إلا أن طموحها يتطلع لاستكمال الدراسة الأكاديمية ورسم المزيد من اللوحات المعبرة عن واقع وقضية فلسطين.

غزة تفضح همجية الاحتلال الإسرائيلي بالفن التشكيلي :: تقرير لنا شاهين – قناة الميادين

قائمة المصادر:

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *