خلود الدسوقي موهبة فلسطينية تتحدى الحصار وتقهر المحتل

 خلود الدسوقي موهبة فلسطينية تتحدى الحصار وتقهر المحتل

بالرسم والصورة والقلم يبدع الفلسطيني لنقل هموم الوطن، لتتشارك تلك العقول المفكرة، في إيصال الهم الفلسطيني ليتعدى الحدود ويخترق النطاق الجغرافي، ليتعدى كذلك الزمن، فهذا بريشته يبدع في مجال الكاريكاتير الساخر فيخرج أحلى الصور، وآخر بالرمل يتفنن فيجسد الواقع المر، من على شاطئ البحر، وتلك بمساحيق المكياج تضمد الجراح، وتعيد لأجساد فارقتنا حرقاً بريق الأمل، بأن تنشر الحقيقة وتصل لكل مكان وتتخطى الحدود عبر الزمن.

بدت غرفتها التي تخلو بها لتخرج أجمل ما لديها من الصور، تتلون من غير لوحة حيث مساحيق المكياج تنتشر، لتبهر الجميع بما ينتج عنها من رسم، لواقع أشد من المر، خلود الدسوقي الفلسطينية التي أبدعت فن رسم لوحات تشكيلية بتلك المساحيق، لتنتج إبداعاً فنياً كان الأبرز من بينها، هو تجسيد صورة الشهيد الرضيع على دوابشة وقد جملته بمساحيق الزينة، من حروق ألحقها به المحتل.

الدسوقي البالغة من العمر 27 عاماً، التي تنتمي إلى قرية بشيت داخل أراضى الـ 48 المحتلة تتخذ من إحدى زوايا منزلها الكائن جنوبي قطاع غزة، مرسماً للوحاتها التي تعتمد فيها منذ 3 سنوات على ألوان مساحيق التجميل.

وقالت الدسوقي -خريجة كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بغزة عام 2013- “أعد من أول الفنانين التشكيليين في الوطن العربي الذين بدءوا باستخدام المساحيق في رسم لوحاتي، لقد جربت استخدام المساحيق منذ فترة طويلة ولكن لم أشعر بأن الشيء أصبح احترافي، فاستخدمتها خاصة وأنها قريبة من أدة بديلة أنا استخدامها في الرسم، هي الباث الطباشيري، كونها متوفرة أكثر”.

وأكدت ابنة غزة أن “المعاناة التي يعيشها سكان القطاع، توّلد لديهم مواهب وأفكار جديدة، تدفعهم لابتكار طرق غير موجودة للتعبير عن مشاعر خاصة أو قضايا عامة”.

وأضافت ” الماكياج وسيلة من الوسائل التي تساعدني في نشر عدالة القضية الفلسطينية إلى العالم من غزة”.

وتابعت “رسالتي للعالم من خلال الماكياج بأنه مهما حاول الاحتلال تشويه قضيتنا، وتشويه أجسادنا، يكون الدور علينا كفنانين بأن نبين هذه الحقيقة للعالم الغربي والعربي الذي يتغنى بحقوق الإنسان”.

وتمنت خلود بأن تدخل في مجال العلاج العضوي من خلال الفن التشكيلي، بأن يكون ذلك عنواناً لرسالة ماجستير تعدها بهذا الخصوص، في سبيل خدمة القضية الفلسطينية”.
خلود التي شاركت منذ تخرجها في 11 معرضاً فنياً جماعياً بغزة، تعكف حالياً على رسم مجموعة من اللوحات باستخدام «المكياج»، لتقيم لاحقاً معرضاً فنياً منفرداً لها، حتى يكون الأول من نوعه في الوطن العربي، على حد وصفها.

شاطئ البحر

أسامة سبيته الفنان التشكيلي -يقطن في حي الشجاعية بغزة- يتخذ من البيوت المدمرة حيث الحدود الشرقية لمدينة غزة ملهمة لأفكاره، التي يجسدها هناك على رمال البحر، فيقول “لقد بزغت لدي هذه الموهبة منذ قرابة العامين، فعمدت على أن أشارك البحر برماله، في خدمة القضية الفلسطينية، كي تصل إلى أبعد الحدود، لتشرح للعالم قصة شعب، يعانى جراء الحصار والعدوان المتكرر والدمار.

وأضاف “حلمي بأن أحمل اسم فلسطين بالدخول في موسوعة غينتس للأرقام القياسية، الفكرة جاهزة ولكنى بمفردي لا استطيع دخولها، لذا أناشد أي حاضنة بأن تقوم بدعمي للوصول إلى هدفي بتمثيل فلسطين هناك”.

ليجسد سبيته على شاطئ البحر، رسائل للعالم، عن شعب مقهور محاصر، ينتظر الفرج القريب، برفع الحصار وفتح المعابر، وإعادة البناء لكل ما دمر.

وليثبت الشعب الفلسطيني بمواهبه بكافة المجالات، حيث الرسم والنحت، والصور وغيرها من الوسائل التي تسخر، بأنه شعب لا يقهر، بل قهرَ المحتل، وكسر حواجز المعبر .

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *