بالمسامير والخيطان الملونة الشابة الفلسطينية ريمان ترسم لوحاتها

كثيرًا ما يجدُ الإنسان حوله أشياء جميلةً اكتشفها بالصدفة، ولم يكُن يُدرك يوماً أنّه سيمتلكها أو يُبدِع فيها، لتصبح شغفاً يجتاحه.. تماماً كنشوة حُلُمٍ تحقّق بعد أيامٍ طويلةٍ من الدعاء والسعي.

هو القدَرُ كذلك الذي قاد الشابة الفلسطينية ريمان مسعود، لتكتشف طريقها في فنّ الرّسم بالمسامير والخيطان، لتخرُج من بين يديها لوحاتٍ جميلة تحكي بخيطانها الملوّنة موهبةً تُلامس الخيال.

فـ”ريمان” (21 عامًا) التي تسكن في مدينة صيدا جنوبي لبنان، لم تكن تعلم أنّ الخيط والمسمار والمطرقة تلك الأدوات التي كانت دائماً أمامها، ومتوفّرة في أيّ منزل، ستكون نقطة تحوّلٍ في حياتها.

فكرةٌ قدَرية

تقول ريمان: “منذ عام تقريباً، شاهدتُ على موقع “فيسبوك” لوحةً مصنوعةً بالمسامير والخيطان وكان حينها قد اقترب عيد ميلاد صديقتي، فخطرت على بالي فكرة أن أُقدِّم لها هديّةً من صُنعي، فكان ذلك.. يومها أعجبتها تلك الهدية كثيراً، حتى أنّها شجّعتني على المضيِّ قُدُماً وصُنع المزيد من اللوحات بالمسامير والخيطان؛ حيث إنّها فكرة جميلة ومُبتكرة”.

تُحاول الشابة ريمان أن تعبّر من خلال المسامير والخيطان عن مشاعرها تجاه قضايا ومناسباتٍ وأشياء كثيرة تُحبّها وتعني لها، كقضية بلدها المحتل وشعبها الفلسطينيّ الصامد، حيث أعدّت بعض اللوحات التي تُعبّر عن المرأة الفلسطينية وعن التمسّك بالحقّ. كذلك أعدّت ريمان لوحةً أخرى بمناسبة ذكرى الاستقلال اللبناني، لتقدّمها لقائد الجيش اللبناني بهذه المناسبة.. وغيرها من اللوحات ذات المواضيع المتنوّعة.

وتُضيف ريمان التي انتهت للتوّ من إعداد لوحةٍ بالمسامير والخيطان لإحدى زبائنها، “بدأتُ بالترويج لأعمالي الفنية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظيتُ بالمزيد من التشجيع لأستمرّ وأطوّر من نفسي ومهاراتي”.

ورغم أنّ هذا النوع من الرّسم يتطلّب الدقّة والتأنّي؛ حيث لا مجال للخطأ فيه، إلاّ أنّ ريمان لم تتردّد في أن يكون لها بصمة في هذا الفن، وأن يكون حُلُمها أن ترسم لوحةً كبيرةً بالخيطان والمسامير في وطنها المحتل.. لتقول لكلّ من يسعى إلى النجاح في مجاله إنّه “عليك أن تؤمن بنفسك أولًا ليؤمن بك الآخرون”.

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *