الفنان أحمد حميد، فارس الأوريجامي من غزة

 الفنان أحمد حميد، فارس الأوريجامي من غزة

علاوةً على أنه الفلسطيني الأول الذي طوّع الأوراق القديمة لتأخذ أشكالاً فنيّة، أطلقت أنامل الفنان الشاب أحمد حميد (29 عاماً) العنان لبنات خياله وهي تمنح الكتب القديمة قسطاً من الجمال.

وكان الشاب حميد بدأ قبل عامين تجربته مع عالم الأوريجامي، وهو فن ياباني يستخدم طيّ أوراق الكتب لإبراز أشكال وكلمات بقالب فنيّ.

لسنوات مارس حميد الرسم على الجدران، فن الجرافيتي، لكن رغبته في استكشاف الواقع الفنّي من حوله انتهت ببدء مرحلة جديدة مع فن الأوريجامي.

البداية

يغرق حميد لساعات طويلة مع أحد كتبه شبه يوميّ وهو يطوّع أوراقه لإبراز كلمة أو شكل فنيّ تتحول معه أوراق الكتب القديمة إلى تحفة فنيّة.

الفنان أحمد حميد من غزة

يقول حميد: “رسمت على الجدران كثيراً، لكنني أردت دخول عالم جديد على المجتمع فعثرت خلال تصفحي على الإنترنت على صورة من فن الأوريجامي وبدأت رحلة البحث ومن بعدها التنفيذ”.

أغرت محركات البحث على الانترنت حميد للبحث أكثر؛ فعثر على صور من الأوريجامي، وفهم أصل وتفاصيل الفن الياباني وتجربة الأوروبيين المتشابهة إلى حد ما مع اليابانيين.

ويتابع: “علمت أن الكتب المستخدمة غالباً تكون قديمة أوراقها صفراء مبتعداً عن الكتب الدينية، مقاسات الكتب وعدد الصفحات لها أهمية. تطبيق الفن كان بحروف يابانية وإنجليزية فأردت إبراز الحروف العربية”.

رحلة الفن

وتحمل غزة كما يفهمها الفنان الشاب حبّاً للحياة وأملاً في المستقبل رغم واقعها وأزماتها المتواصلة.

شرع حميد في البحث عن كتب قديمة في الأسواق الشعبية.

اختار حميد وطبّق فوقه أولى تجاربه، فطوى الصفحات مبرزاً حرفين بالإنجليزية (A و B) استغرقت معه أربع ساعات كاملة.

وتتلخّص أدوات حميد في قلم رصاص وممحاة ومسطرة يستعين بها على طي الصفحات بطريقة فنيّة لينتج بعد ساعات من المثابرة أشكالا فنيّة بارزة.

حاول بعد ذلك اكتساب تجربة وخبرة فعثر على فنان ياباني يمارس الفن ذاته، وتحدثا سوياً على الإنترنت فمنحه الأخير برنامجاً مساعداً للعمل، لكنه معقّد.

ويتابع: “كانت طريقة الفنان الياباني معقّدة، فبدأت البحث عن الطريقة الأوروبية فوجدتها مختلفة، وكتبت للمرة الأولى فوق كتاب كلمة حياة ثم عرضت الصورة على الانترنت، فأعجبت الناس ثم بدأت أسوّق أعمالي على صفحتي على انستجرام وفيسبوك”.

وجد حميد في الخط الفارسي أكثر الخطوط العربية تناسباً مع مشغولاته الفنيّة لكن مهمة تسويق المنتجات كانت المعضلة الحقيقية لفنان طرق أبواب الأوريجامي للمرة الأولى في غزة.

أحلام المستقبل

بعد انتشار الصور تلقى حميد طلبات من زبائن داخل وخارج غزة لكن تكلفة البريد كانت باهظة للزبائن.

وأظهر أحمد فوق كتبه كلمات وعلامات تجارية استخدمتها شركات وشخصيات وزبائن آخرين في غزة كمقتنيات فنيّة أو مادة إعلانية.

ويضيف: “وصل أحد كتبي قبل شهر لمنزل قرب المسجد الأقصى، وسافرت كتب أخرى لدول عربية. بدأت وسائل إعلام أجنبية وعربية تقابلني وتنشر عن هذا الفنّ باستمرار”.

ويأمل حميد أن يواصل العمل في مكان مناسب، وأن يلقى فنّه اهتمام إحدى الجهات لتقدّم له الدعم والرعاية.

 ويتابع: “طموحي الاستمرار والانتشار العالمي وأن أواصل تسويقي منتجاتي من غزة إلى العالم كله”.  

قائمة المصادر:

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *