الفلسطيني أحمد قدورة يمضي على خطى حنظلة في السويد

 الفلسطيني أحمد قدورة يمضي على خطى حنظلة في السويد

هل باتت أوروبا هي أقصر الطرق إلى فلسطين؟
سؤال لا يستطيع الإجابة عليه إلا أمثال الشاب الفلسطيني أحمد قدورة (31عاما)، اللاجئ من مخيم النيرب شمال سوريا، إلى الجزء الآخر من العالم حيث السويد.

يقول “قدورة”: “لقد كان يراودني شعور غريب طوال الرحلة، أنه كلما ابتعد المركب عن فلسطين كانت المسافة تقصر شيئا فشيئا، كنت أمني نفسي بالجنسية السويدية، التي ستمكنني من الصلاة في المسجد الأقصى بأسرع وقت”، وفق قوله. 

يتابع: “وصلت للسويد بتاريخ (1/1/2015)، بعد رحلة بحرية استغرقت 13 يوما، أما عن سبب اختياري لهذه الدولة، فقد كنت محتارا حقيقة بين السويد وهولندا، فلقد كنت أبحث عن أسرع بلد منحا للجنسية.

وبعد تفكير طويل، وقع الاختيار على السويد، يقول قدورة: “هي أول دول الاتحاد الأوربي اعترافا بدولة فلسطين، كما أنها تمنح الجنسية السويدية للفلسطيني السوري بعد 4 سنوات، وكان تصوري عن الشعب السويدي أنه شعب لطيف غير عنصري، داعم للمواهب”.

ونبه إلى أن الفترة الأولى كانت صعبة في مكان الإقامة المؤقت “الكامب” على بعد ساعة من “غوتنبرغ”، وهي ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة استوكهولم، إذ يقول: “النهار القصير، والثلوج لا تتوقف، والطعام لم يرق لي، والبعد عن المدينة، وشيء من العنصرية، كلها كانت خلطة مناسبة للكآبة”، حيث كنت اتساءل في قرارة نفسي يوميا، يا إلهي ماذا فعلت بنفسي؟ ليتني أعود للمخيم، وفلافل “الحنينو” و”الزكاري”، وساحة جنين.

يضيف: “في الشهر العاشر من نفس العام حصلت على الإقامة الدائمة، وبعد 4 أشهر استأجرت منزلا، وهنا بدأت رحلتي في الدراسة، ففي هذه الفترة تعرفت على عائلة سويدية ساعدتني كثيرا وساهمت في انسجامي في المجتمع بشكل أفضل، كما أنني استثمرت المناسبات والأعياد للالتقاء بسويديين وتكوين صداقات”.

وتابع حديثه لـ”قدس برس” : “تمكنت من إجادة اللغة بوقت قياسي وبمجهود شخصي، وحصلت على عمل مؤقت، مكنني من اقتناء أدوات الرسم والأجهزة اللازمة في التصميم، وسجلت في معهد عال في مجال “الغرافيك ديزاين” ثلاثي الأبعاد، لمدة سنتين. 

“وبعد عامين من الدراسة والسهر، أصبح بمقدوري تصميم كاريكاتيرات وبدأت في التفكير في الرسالة التي يجب أن أوصلها للسويديين عن فلسطين وباللغة السويدية”، وفق قدورة.

“قدورة” الذي تأثر بأعمال الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي وبشخصية “حنظلة” تحديدا، رأى أن تلك الشخصية بملابسها المرقعة، ربما لا تكون قريبة من واقع الحياة في السويد، وهنا تولدت لديه فكرة الفتاة “كرزة” بداية العام 2018، والتي كانت حاضرة في أغلب أعماله وخاطب السويديين من خلالها.

يقول: “تناولت مواضيع تصادم الثقافات، وكيفية التقريب بينها، وكذلك مواجهة ظاهرة العنصرية لدى بعض السويديين”.

ولاقت رسومات “قدورة” تفاعلا كبيرا عند السويديين ودعما، ثم ما لبثت أن وجدت لها مكانا في بعض الجرائد السويدية، كما أن بعض الشركات راسلته لشراء رسومات وتصاميم خاصة بها. 

يطمح قدورة، أن ينهي دراسته وينشئ مجلة كرتونية تتناول قضايا اجتماعية، كالعلاقة بين السويديين واللاجئين بشكل إيجابي، وأيضا العمل على إنتاج أفلام “أنميشن” باللغة السويدية عن القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني”.

وينصح كل مغترب أن يتعلم اللغة لأنها مفتاح البلد، وأن يحدد هدفه منذ وصوله، وأن يسعى للاندماج في المجتمع، ويستدرك، “ولا أقصد هنا الذوبان الكامل فيه، وإنما استثمار كل الجوانب الإيجابية وإثبات الذات”.

ووجه قدورة، نصيحة الشباب الفلسطيني، “لا ينبغي أن نعيش في أوروبا على المساعدات، وإنما ينبغي أن نعمل ونكون جزءا من المجتمع الجديد بما لا يطمس هويتنا وقضيتنا”.

وختم أحمد حديثه قائلا، “لا زال حلمي بزيارة فلسطين والمسجد الأقصى قائما، وكل نجاح أحققه يقربني من فلسطين، ولكني لن أقدم على أي خطوة قد تندرج في سياق التطبيع، فالوطن ليس جغرافيا وحدود فقط، وإنما قضية وفكرة ومبدأ”.

قائمة المصادر:

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *