“أنسوليتو”.. اختراع فلسطيني جديد يفتقر لحاضنة محلية وعربية

تمكّن مهنّدس فلسطيني شاب من مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، من الوصول لابتكار تكنولوجي، عبر تطوير “ضبان ذكي” يوضع داخل الحذاء يستطيع تتبع الحركة، ويُمكّن صاحبه من التحكم في وظائف هاتفه الخلوي من خلال نقرات القدم.
سعد قريب (24 عامًا)، المهندس الفلسطيني الشاب الذي توصل لـ “ابتكار الضبان”، قال إنه (الضبان الذكي)، أو ما يُعرف باللغة الانجليزية انسوليتو Insolito، هو ضبان متطور بتقنيات حديثة يُمكن إدخاله في أي نوع من الأحذية، ويمكن التحكم به من خلال تطبيق على الأجهزة الذكية.
وأضاف المهندس قريب، خلال حديث مع “قدس برس”، أن الضبان يحتوي على دارة معقدة تستيطع تتبع الحركة، مثل تعداد الخطوات التي مشيها صاحب الحذاء، المسافة التي يقطعها، سرعة المشي، وأيضًا عدد السعرات الحرارية التي يحرقها، مما يجعل الصبان مناسب جدًا للرياضيين، أو من يريد تتبع نشاطاته اليومية، وتتبع أحوال صحته، ويقوم التطبيق بإظهار جميع القراءات على الهاتف، مما يمكن صاحبه من مراقبة جميع هذه النشاطات.
وأشار إلى أن الضبان الذكي يمكّن صاحبه أيضًا من التحكم بوظائف هاتفه الذكي من خلال ركلات قدم معينة يحددها بنفسه، فعلى سبيل المثال، يمكن أخذ صور سيلفي من دون الحاجة إلى الضغط على الهاتف، وإنما عن طريق ضربات قدم معينة، ويمكن أيضًا لصاحب انسوليتو أن يجري اتصالات أو أن يفتح تطبيقات معينة بنفس الطريقة.
وبيّن المهندس الفلسطيني، أن انسوليتو يحتوي على خاصية جديدة تُفيد صاحبها في حالات الطوارئ، خاصة عندما يصعب الوصول إلى الهاتف.
مستطردًا:
“عند أي حالة طوارئ، وبعد القيام بنقرات معينة بالقدم، ستقوم بتفعيل الضبان الذكي ليتصل برقم الطوارئ وليبعث رسالة أو صورة للأهل والأصدقاء، ويرسل لهم موقع صاحب الضبان (GPS)، وحتى لينشر حالة الطوارئ على مواقع التواصل الاجتماعي (…)”.
وأوضح قريب، أن انسوليتو يأتي بأحجام مختلفة ويلائم كل الأحذية، ويستطيع المستخدم شحنه لا سلكيًا عبر منصة مطورة، تقوم بشحن الضبان مجرد وضعه عليها، وبالإمكان شحنه كاملًا في غضون ساعة واحدة، في حين أن بطاريته تستمر لشهر كامل دون الحاجة إلى الشحن من جديد.
وعن ميلاد فكرة الاختراع، قال المهندس الشاب إن الفكرة جاءته من خلال اطلاعه الدائم والمستمرللمشاريع الإبداعية في عالم التكنولوجيا، ومن خلال دراسته للهندسة الكهربائية، فيما ساعده زميل له في هندسة الحاسوب في بعض الأمور التقنية.
وأضاف:
“كنت اتساءل لماذا لا تكون واحدة من هذه الأفكارة الإبداعية مصدرها من الوطن العربي وتحديدًا فلسطين؟!، وعندها بدأت بالتفكير مرة تلو الأخرى بشيء يكون إبداعيًا و فريدًا من نوعه في عالم التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه يخدم المستهلك”.
وتابع:
“بعد إجراء عدة دراسات تبيّن أن المستهلكين يعانوا من مشاكل عند استخدام بعض التطبيقات، فكان توجهي نحو هذا الجانب، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن يكون أداة الاختراع مع الشخص أينما ذهب، وأن تكون احتمالية نسيانها شبه معدومة، لذلك خطرت ببالي فكرة ارتباط الاختراع بالحذاء”.
وقال قريب إن الاختراع يعكس شخصيته، من حيث اهتمامه الكبير بالتكنلوجيا الجديدة والمتطورة، التي تهدف إلى تسهيل حياة الإنسان، لافتًا إلى أن المشروع يشغل كل اهتمامه، ويشكل وظيفته الدائمة، وأنه يسخر له جميع وقته لتطويره وتحسينه إلى أقصى الدرجات.
ولفت إلى أنه قام بالتواصل مع الداعمين الحالين للابتكار من خلال المشاركة ببعض الفعاليات المتعلقة بهذا المجال، المحلية منها والعالمية، ومن خلال شبكات الانترنت، مشيرًا إلى أن التحديات شيئ مفروغ منه، لكنه واجهها من خلال ايجاد خطة بديلة دائمًا.
وأشار إلى أنه انتهى من النموذج الأولي المصنع يدويًا، وعددًا من العينات المصنعة آليًا في إسبانيا، حيث تم تبني الاختراع من قبل أحد المصانع هناك، وهي الآن تعمل بكل كفاءة مع التطبيق المرافق لها على الأجهزة الذكية، وسيتم قريبًا طرح المنتج في الأسواق، بعدما تبنى الابتكار مصنع ومزودين من الصين والهند، حيث سيتم انتاج كميات أكبر هناك، فيما سيبدأ هو بالعمل على المنتج الإبداعي الثاني خلال الأشهر القريبة القادمة.
وأكد الشاب الفلسطيني على أنه تلقى دعمًا معنويًا من عائلته وأصدقائه، الذين احترموا رغبته في المضي بهذا المجال، بالإضافة إلى تلقيه الدعم اللوجستي والمادي من مؤسسة “الريادي العربي”، لتحقيق هذا الإنجاز، ولكن عدم وجود دعم داخلي محلي يتناسب والابتكار، دفعه للبحث عن جهات خارجية لكي تتكفل بذلك.
ودعا قريب الجهات الراعية للإبداعات العربية لتبني مثل هكذا إبتكارات، حتى يكون الاختراع عربيًا بحتًا، بدأ من التفكير مرورًا بالتصنيع وانتهاء بالتوزيع، كما دعا المبدعين من أمثاله إلى مواصلة طريقهم وعدم الاستماع إلى “المثبطين”، ومواجهة الصعاب بكل إرادة قوية، حتى يتم تحقيق ما يؤمن به المبدع.