ثبات الخطيب فلسطينية تظفر ببراءة اختراع علاج “الزهايمر”
سراج العلم لا يقتَبِسُ من نوره إلا المثابرون، وثبات الخطيب ابنة الـ(27 عامًا) من مدينة جنين زيت سراجها لا ينطفئ، إذ نجحت على مستوى العالم في فك لغز علاج مرض “الزهايمر” العصبي، وسجلت براءة اختراعها الأول في تطوير تركيبات دوائية جديدة تؤثر على الخلايا العصبية، وتحسن من أدائها بطرق مختلفة.
لم تكُن حياة ثبات تسير اعتباطًا منذ طفولتها بل صحِبها طموح “الطبيبة”، حتى يوم نجاحها في الثانوية العامة بمعدل 98%، وهو ما أهلها للسير قدمًا نحو حُلمها، لكن حب التميز لديها دفعهاإلى مسار مختلف، فالتحقت بتخصص العلوم الحياتية والتقنيات الحيوية في كلية العلوم والآداب بالجامعة العربية الأمريكية.
وتقول الخطيب لـ”فلسطين”: “الجميع استغرب دخولي التخصص الذي لا يحتاج لمعدل ثانوية عالٍ، واستهجنوا عدم التحاقي بكلية الطب، لكنني خططت لما هو أكبر”.
وتضيف: “تخرجت في الجامعة بعد 3 أعوام دراسة بدلًا من 4، بدرجة 3.95 من أصل 4، وكنت الأولى على التخصص والثالثة على الجامعة، ما زرع فيّ حب مواصلة المشوار لجني المزيد من الثمار”.
سريعًا في العام ذاته، بعد التخرج في البكالوريوس، التحقت ثبات ببرنامج ماجستير العلوم الحياتية، في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، وركزت أبحاثها على مرض السرطان، لتتخرج عام 2014م وتتوج الأولى على الجامعة، وكرمها رئيس الوزراء آنذاك.
ولأن المعرفة كنز يتبع صاحبه أينما ذهب، بدأت الخطيب تبحث الحصول على درجة الدكتوراة، لتبرهن أنها كانت صاحبة الاختيار الأفضل، فتواصلت مع عدة جامعات، وقدمت العديد من الطلبات لجامعات أوروبية، لتجد ضالتها في جامعة أبردين (خامس أقدم جامعة في بريطانيا)، التي قدمت لها منحة جزئية.
وتشير الخطيب إلى أنها ناقشت رسالة الدكتوراة في آذار (مارس) 2018م، وحصلت على الدرجة العلمية في علوم الأعصاب التطبيقية بتقدير امتياز، وتناولت فيها الدماغ والخلايا العصبية وعملها.
وشملت فصول الرسالة: دراسة التغييرات التي تطرأ على الدماغ في حالات الأمراض العصبية ومنها مرض “الزهايمر”، ومحاولة استخدام تقنيات مختلفة لإيجاد علاجات للمرضى المصابين بالأمراض العصبية في ضوء هذه التجارب.
رحلة الإبداع لم تتوقف بالحصول على درجة الدكتوراة، فسارت الخطيب في ركب العمل باحثة في برنامج زمالة ما بعد الدكتوراة بكلية الطب في جامعة أبردين، لتحاول مع فريقها البحثي إيجاد عقاقير جديدة للأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي، وخاصة مرض “الزهايمر”.
وتقول: “إن ثمرة الأبحاث والتجارب الدائمة هي حصولي على براءة الاختراع الأولى مع فريقي من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، تعنى بحماية حقوق الملكية الفردية للأفراد، عن الأدوية التي يبحث تصنيعها”.
وتوضح الخطيب أن الاكتشافات تحاول توفير دواء لتعويض نقص لدى المصابين بـ”الزهايمر” من مادة مشتقة من فيتامين “أ” اسمها “ريتينويك أسيد” يحصل عليها الجسم، والمرض ينتج عن خلل في نظام عملها وتصنيعها في الجسم.
وتعمل مع زملائها على سلسلة من الأبحاث الجديدة لتسجيل براءة الاختراع الثانية في الأيام المقبلة، في الموضوع ذاته، لكن بتوسع أكبر، لعلاج المرضى ومساعدتهم على تخطي أزماتهم بأقل التكاليف الممكنة، خصوصًا أن مرض “الزهايمر” العصبي مجهول الأسباب.
وتسعى ثبات إلى نقل الفائدة والخبرات إلى وطنها، متأسفة من أن أيًّا من جامعات الوطن لم تتواصل معها للاستفادة من خبراتها في البحث العلمي، وأبحاثها الجديدة في مجال دراسة الدماغ والخلايا العصبية.
وتقول: “أطمح إلى تطوير البحث العلمي في فلسطين، وزيادة الاهتمام به، والتغلب على ضعف التمويل المعيق الذي يقف سدًّا أمام كثير من الإبداعات”.
وتُرجع الخطيب الفضل في ما وصلت إليه لوالديها اللذين كانا نقطة دعم منذ بداية حلم الطب معها، إلى إسنادها في خيارها الجامعي ودعمها ماديًّا في رحلة الماجستير والطب، إذ تنتمي إلى عائلة متعلمة متمرسة في المجال الطبي؛ فوالدها طبيب وأمها صيدلانية، ما سهل لها رحلة البحث وطلب الاستشارة.