حسني الخفش من بائع العلكة إلى مؤسس شركة إلكترونية عالمية

 حسني الخفش من بائع العلكة إلى مؤسس شركة إلكترونية عالمية

تأنس إلى ابتسامته الواثقة ووجهه البشوش وحديثه المميز، الذي لا يمكن أن تمل منه.. يغرس فيك الأمل والتحدي والإصرار على النجاح وعدم قبول الفشل، فتعرف أنك أمام أحد رياديي العالم المحترف، ويجذبك تواضعه الجم، وصراحته التي تنم عن شخص يعرف ما يريد ولا يشوب حياته ما يخجله.

في رحلته التي ابتدأت كعامل في أحد المطاعم في العاصمة الأردنية عمان، إلى بائع السندويشات “فلافل”، كما باع العلكة، ومن ثم إلى محاسب في ذات المطعم، ليعمل بعدها بائع محاليل كيميائية لتحميض الصور، حتى أضحى من أبرز الرجال في مجال التكنولوجيا على مستوى العالم، ليستقر في قناعته أنه “حتى ننهض ونتقدم يجب أن نملك الأمل”، حسب تعبيره.

حسني الخفش (45 عامًا)، تنحدر أصوله من قرية مردا قضاء سلفيت، وهي القرية التي ولد فيها والده قبل أن يهاجر إلى عمان والكويت ثم يعود إلى عمان؛ حيث أتم دراسته الجامعية في الأردن، وحصل على إجازة المحاماة بعد أن أنهى تعليمه في مدارس جبل الحسين الابتدائية بالعاصمة الأردنية عمان، ومن ثم التحق بجامعة لندن للأعمال، والتي تعد من أفضل جامعات العالم، وحصل منها على شهادة الماجستير.

مراحل عمله
عمل الخفش مديرًا ومستشارًا في مؤسسة جوجل ومايكروسوفت وياهو، كما شغل منصب المدير الإقليمي لموقع مكتوب دوت كوم، وهي أكبر بوابة إلكترونية في العالم العربي، بالإضافة إلى العديد من الشركات العالمية المنافسة.. قام بتأسيس شركة خاصة بعنوان ( CommYOUnity) وهي شركة استشارية تركز على تطوير الأعمال، وتنظيم المبيعات، والتسويق الإلكتروني وعبر الإنترنت.

يقول الخفش، والذي حضر من دبي للمشاركة في مؤتمر “تيكدس النجاح” الذي أقامته جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، السبت الماضي،: “لقد تعلمت من كل هذه الأعمال الكثير، وقد أضافت لي الكثير، ودفعتني للتطور والإبداع في مجالات كثيرة، فهي التي أوصلتني إلى الشهادات العليا، بعد أن وفرت لي المال للدراسة خارج الأردن”.

ويصف الخفش رحلة عمله الطويلة بالتحدي والمغامرة، قائلاً: “عندما عملت في أحد المطاعم كعامل تنظيف.. كنت حينها لا يتجاوز عمري 15 عامًا، لكن أردت من ذلك أن أجعل من نفسي إنسانًا طموحًا وواثقًا من نفسه، وصانعًا للأمل كي أستطيع أن أتحدي العالم وأحقق ما أريد”.

إرادة وعمل دءوب
وأضاف: “عندما حصلت على شهادة البكالوريوس، لم أكن أجيد استخدام جهاز الكمبيوتر، ولم أكن أعرف الإنجليزية أيضًا، حتى إنني لم أكن أميز بين حرف وآخر، لكنني صممت  إلى الوصول للعالمية، وبالتصميم والإرادة والعمل الدؤوب أصبحت أعمالي تتطور حتى أصبحت من الرياديين العالميين”.

ويشير الخفش، إلى أنه إنسان عادي وهو مثل أي شاب فلسطيني، ولكن تصميمه وإرادته القوية على التطوير هو ما أوصله إلى ما هو عليه حاليًا وليس لأن أهله يمتلكون المال أو غير ذلك.

يرجع الخفش بذاكرته للوراء ليتابع: “لم أكن من المتفوقين بالمدرسة.. أذكر أنني كنت متفوقًا فقط بالرسم والفن، وأذكر أنني كنت سمينًا جدًّا خاصة في المرحلة الإعدادية، لكن كنت أملك طموحًا وهدفًا أردت من خلاله التعلم واكتساب الخبرات والوصول إلى العالمية”.

وقال حسني الخفش إن على المجتمع الفلسطيني أن يعمل على تقديم أيدٍ عاملة ماهرة للعالم، حتى يتمكن من المنافسة في الأسواق العالمية، ويخلق فرص عمل لأبنائه في مختلف أرجاء العالم.

ووجه نصائح للشباب من أجل الوصول إلى العالمية، تتمثل بتحديد الأهداف على المدى القصير والبعيد، والعمل بكل إصرار وعزيمة من أجل التطوير وتحقيق النجاح، وعدم اليأس من الفشل، مؤكداً أن الفشل هو سر النجاح والنهوض.

كما نصح الخفش الشباب  بالتقدم من خلال العلم، فالعلم لا حدود له، كما أدعوهم للاستمرار والتقدم ليحصدوا المزيد من النجاحات، وعليهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، وأن يغرسوا الأمل في قلوبهم.

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *