سلوى السباخي عشقها للقهوة دفعها لاختراع فن تشكيلي جديد

 سلوى السباخي عشقها للقهوة دفعها لاختراع فن تشكيلي جديد

جلست الفنانة التشكيلية سلوى السباخي في مطلع العشرينيات من العمر التي تقطن بمنطقة تل السلطان غربي محافظة رفح جنوب قطاع غزة، في غرفتها التي كانت شاهدة على ولادة موهبتها وهي في مقتبل عمرها أي منذ نعومة أظافرها، وبيدها فرشاتها وأقلامها التي تعبر من خلالهم عما يدور بداخلها بطريقة فنية جميلة لاقت اعجاب وترجيب الجميع.

وتستخدم الفنانة التشكيلية في رسم ما يدور بداخلها والتعبير عنه على لوحاتها، فرشاة وبقايا القهوة التي تبقي عالقة بالفنجان بعدما تحتسيها.

وبعد أن احتست قهوتها التي لها مكانة كبيرة في حياتها، قامت بالتعبير عن حبها للرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، من خلال رسمه ببقايا القهوة التي كانت تحتسيها.

منذ صغرها

وقالت السباخي وهي تنظر إلى الصور التي قامت برسمها :”بدأت موهبة الرسم منذ صغر سني أثناء دراستي بمرحلة الابتدائية واستمر على مدار سنوات طويلة، وذلك بفضل تشجيع الأهل والأصدقاء والأقارب، وهذا ما جعلني أن أقوم بتطوير نفسي من أجل الثقة التي منحني اياها والدي.”

وأضافت “استمديت قوتي في الاستمرار بموهبتي من ابني الذي كان يعمل في مجال الدهانات وهي الحرفة التي تعتمد على الذوق والخيال الواسع، فهذا ساعدني على تطوير الموهبة، وهذا ما شجعني على مواصلة الطريق التي بدأتها برسم أشياء بسيطة طفولية، ومن ثم أصبحت اطور نفسي شيئا فشيئا.”

وتابعت السباخي :”في بداية اكتشافي لموهبتي كنت أرسم بالفحم لوحات بسيطة وصغيرة، ومن ثم أصبحت استخدام الألوان الخشبية بكافة أنواعها، وهذا جعلني اتدرج في بناء موهبتي بشكل سليم، مكنني من الوصول إلى أعلى المراتب.”

تطوير الموهبة

وتمضى الفنانة بالقول :”عندما انتقلت إلى المرحلة الجامعية والتحاقي بجامعة الأقصى قسم الفنون، أصبحت الأفكار والموهبة التي امتلكها في تطور مستمر، بعد اكتساب بعض الخبرات من التجارب السابقة التي مر بها أساتذتي في الجامعة.”

وأردفت السباخي “أثناء دراستي في الجامعة، تطورت موهبتي بشكل كبير، لأن التدريس للفنون يضفي ميزة ايجابية للموهبة وهي صقلها بالقواعد الأساسية التي لا تجعل الفنان ينحرف عنها من خلال ممارسة موهبته.”

وبينت أن خلال مرحلة تعليمها الجامعية، استخدموا أدوات متطورة ومناسبة لمرحلة الفن، فهذا جعلها تنمى موهبتها، كذلك زاد من حبها للفن الذي عشقته منذ نعومة أظافرها.”

حبها للقهوة جعلها تخترع فن جديد

واستطرد السباخي “لم أدرس في الجامعة الرسم بالقهوة، وإنما حبي للفن ولموهبتي جعلني أحاول مرارا وتكرارا للتميز على الساحة الفلسطينية، بل والوصول بموهبتي إلى المحافل الدولية لرفع اسم فلسطين عاليا.”

وأوضحت أنها تحب شرب القهوة بشكل كبير، فهذا الشيء ساعدها في اكتشاف فن جديد، جعلها تتميز به وتنفرد وحدها بلقب أول فنانة تشكيلة فلسطينية ترسم بالقهوة.

وأشارت السباخي إلى أنها في بداية اكتشافها لموهبتها الرسم بالقهوة وقعت في أخطاء جمعة، لكن مع الاستمرار برسم اللوحات وبعزيمة واصرار تجاوزت كافة الصعوبات، من أجل الرقي بنفسها والوصل إلى ما تسمو إليه.

انجازات عديدة

حبها لموهبتها واستمرار واصرارها على مواصلة طريقها رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها، جعلها تحصد ألقاب وانجازات عديدة، فقامت مؤسسةChrististian Aad البريطانية برعاية معرضها بالرسم بالقهوة، وهو الاول من نوعه في فلسطين، وذلك بصالة “لا روزا” على شاطئ بحر غزة، بحضور وزيرة المرأة هيفاء الأغا والقيادي في حركة فتح ابراهيم أبو النجا وسامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس، وعدد من الشخصيات الاعتبارية.

وجسدت السباخي في معرضها الوحدة الوطنية التي عجر الجميع عن تجسيدها، فقامت بنشر لوحاتها التي رسمتها بريشتها الناعمة معبرة فيها عن حبها لقيادات وشهداء الفصائل الفلسطينية، وكذلك الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وكشفت عن معرضها الثاني الذي تنتظره بشغف كبير، سيكون بمدينة رام الله حيث سيفتتحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكنها تنتظر السماح لها من قبل الجانب الإسرائيلي لتتمكن من مغادرة قطاع غزة عبر معبر إيرز.

وتمزج السباخي بريشتها حلم كل فلسطيني بالوحدة الوطنية، فتقول “بدأت رسوماتي عن المرأة الفلسطينية، لكن الشيء السائد في هذه الأوقات هو الوحدة الفلسطينية، لذلك قررت أن أعبر عنها بطريقتي الخاصة وبأسلوب جديد لكي يلفت الانتباه ويؤثر بشكل كبير في نفوس قادتنا.”

ومن اللوحات التي تفتخر الفنانة الفلسطينية الأولى التي ترسم بالقهوة برسمها، لوحة رسمت بها الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات التي تعتبره الأب الروحي للشعب الفلسطيني، ومن ثم الشيخ أحمد ياسين الرجل الذي ضحى بحياته من أجل شعبه والذي ضرب مثالا للتضحية والصمود، وكذلك الأسرى الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير، وبعض القيادات الفلسطينية التي تتمنى أن يكونوا خير مثال لأبناء شعبهم.

ونوهت السباخي إلى أن الفن التشكيلي هو سلاح جديد لتوصيل رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع، أنه رغم الحصار ورغم الدمار الذي يتعمد الاحتلال الاسرائيلي القيام به اتجاه شعبنا الفلسطيني، الا أنه هناك مواهب تخرج من وسط الدمار.

ووجه في ختام حديثها رسالة لقادة الشعب الفلسطيني والجهات المسؤولة أن تهتم بالمواهب التي تخرج من بين الحصار، وأن يكون للفن مكانة في المجتمع لأنه يعتبر من الفنون الراقية والتي من خلالها نوصل رسلتنا بشكل سهل وعلى مدي أكبر.

طارق

https://ourdailyknocks.com

نحن الذين نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فنرسم طريقًا للجمال ونرتقي سببًا في سماء الإبداع ونمتطي صهوة الابتكار، أجيال هُمشت على مدى التاريخ لكنها لم تمل من طرق جدران الخزان كي ما يسمع العالم إنجازها ويشهد لها بالتألق في ميادين العطاء..

طرقات مشابهة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *