حديقة “رامي” المعلقة لمسة إبداع فلسطيني يخرج عن المألوف

من بين الصحراء الإسمنتية والاكتظاظ الكبير لمنازل مخيم الجلزون في مدينة رام الله، استطاع الشاب رامي نخلة الخروج بأزهاره ونباتاته على شكل حديقة منزلية معلقة، قام بزراعتها على شرفة المنزل صانعاً بذلك صورة طبيعية ملونة، تأسر عيون أهل المخيم وزواره.
لم ينتظر رامي أن يضم منزله قطعة أرض صغيرة كما المعتاد، بل أراد كسر واقع المخيم المزدحم من خلال هذه الحديقة التي بدأ بزراعتها بالكثير من أنواع الورود التي أضفت على نفس رامي ومن جاوره من الأهالي بهجة جديدة، وكسر للصورة الاسمنتية التي تكسو المخيمات.
يقول رامي انه بدأ العمل في تأسيس حديقته هذه قبل 4 أعوام بتشجيع ودعم من أسرته، حيث كان يقوم هو وزوجته بنقل التراب الى شرفة المنزل وسطحه، ومن ثم بدأ بزراعة الأزهار والنباتات في الزوايا المختلفة، ومع مرور الوقت أخذ نخلة بتوزيع الورود وترتيبها بطريقة ملفتة للنظر، وبحسب رامي فقد باتت هذه الحديقة جزء من حياته اليومية، يمارس فيها هواية الزراعة، ويهتم بالنباتات والورد، حتى باتت حديقة كبيرة يكسوها اللون الأخضر والوان الأزهار المنتشرة في المكان.
ويضيف رامي أنه زرع ما يزيد عن ال 50 صنف من أنواع نباتات الزينة المختلفة، معتمداً على قوالب بسطيه كالعبوات البلاستيكية أو البراميل الصغيرة، وبعض مخلفات النجارة، ويعمل نخلة في الحديقة ساعتين يومياً، بين ري وتقليم وتنظيف للنباتات، راسما بذلك لوحة فنية لم تحتاج منه ريشة ولا ألوان، بل جهد شاب مبدع استطاع بلمسات ابداعه وذوقه الرفيع، خلق هذه الحديقة.
تقول صابرين نخله زوجة رامي انها كانت تشجعه منذ بدايات هذه الحديقة بل وكانت تعمله معه لساعات طويلة، من خلال جلب التراب من الجبل، وتحاول صابرين أن تحافظ على هذا الجهد وسد مكان زوجها حال انشغاله بالعمل، حتى لا تتضرر النباتات والورود.
عبد القادر نخلة والد رامي كان ممن عارضه في هذه الفكرة بداية الأمر، حرصاً منه على وقت رامي وجهده حسب قوله، إضافة الى التكاليف المالية، ولكن سرعان ما تبدل رأيه لدى مشاهدته الإنجاز الذي يكبر مع كبر الزهور والنباتات التي يزرعها رامي.
اليوم وبعد نجاح الفكرة يأمل رامي أن تصبح هذه الحديقة ظاهرة تعمم على منازل مخيم الجلزون حتى يصبح مخيماً مميزاً تملؤه الحياة، ويطمح الى امتلاك قطعة أرض تكون قريبة من مكان سكنه حتى يحولها كما يقول الى جنة حقيقة.