طالب من خانيونس يبتكر سفينة يتم التحكم بها عن بعد لأغراض الصيد والمراقبة البحرية
لا يتوقف الاحتلال الصهيوني أبداً عن استهداف الصيادين في عرض بحر قطاع غزة تارةً بإطلاق النار عليهم، وأخرى باعتقالهم، وأخرى بمنعهم من الدخول لمسافات صيد مجدية، وأخرى بمصادرة مراكبهم وقوت أطفالهم.
هذا الاستهداف الذي بات خبراً اعتيادياً يبث يومياً عبر وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة، حتى بات يألفه الناس في القطاع؛ حيث لا تتوقف جرائم الاستفزاز والاستهداف والملاحقة، الأمر الذي دفع طالب فلسطيني لأنّ يسجل ابتكاراً قد يكون من شأنه أنّ يخفف المعاناة عن هذه الشريحة المستهدفة.
تحكم عن بعد
لم يكن أمر ابتكار آلة يمكن التحكم بها عن بعد بالشيء اليسير في قطاع غزة؛ حيث الإمكانيات معدومة لكّن “الفلسطيني لا يُعدم الحيلة” كما قال الطالب أنس أبو عنزة (12 عاما) مبتكر مشروع سفينة غير مأهولة يتم التحكم بها عن بُعد “قد يكون لها فائدة في مجال الصيد والمراقبة البحرية”.
ويشير الطالب أبو عنزة في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ فكرة الابتكار تعتمد على لعبة سيارة يمكن الاستفادة منها لصناعة سفينة تعمل بواسطة التحكم عن بُعد يمكنها أن تخفف من معاناة الصيادين الذين يتعرضون للخطر بشكل يومي من قبل الزوارق الحربية الصهيونية.
وتعتقل قوات الاحتلال الصهيونية بشكل شبه يومي عشرات الصيادين من على متن مراكبهم التي يسترزقون منها في عرض البحر.
ويوضح أبو عنزة من مدرسة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، أنّ هذا الابتكار يمكن أنّ يسهل على الصيادين مهام الصيد والإبحار، وإمكانية ترك السفن في منطقة الصيد المحددة، والتحكم بها عن بُعد تفادياً للخطر أو للملاحقة التي يتعرضون لها بشكل يومي من قبل الاحتلال.
مكونات المشروع
ويفيد الطالب الفلسطيني، أنّ الابتكار يتكون من محركين توجه مسار السفينة أماماً وخلفاً، والثاني يميناً ويساراً، فيما تكمن أهمية الابتكار باحتوائه على وحدة إرسال واستقبال، وقضيب حديد للتوازن، وهيكل السفينة البلاستيكي، وأعواد من الخشب لتسوية سطح السفينة.
ويستشعر أبو عنزة الفخر والسعادة، أنّ فكرة مشروعه قابلة للتطوير والإبداع فيها أكثر إذا ما تم عرضها على الجهات المختصة للانتفاع بها في مجال الصيد الإبحار.
ويأتي مشروع سفينة التحكم عن بُعد ضمن أكثر من 200 مشروع شارك فيها 400 طالب وطالبة من مختلف مديريات قطاع غزة التعليمية، ومن مراحل دراسية متعددة المستويات.
وأكّدت وزارة التربية والتعليم، أنّ هذه المشاريع تم إخضاعها للجنة تقييم متخصصة من الخبراء حيث كشفت الوزارة عن فوز 39 مشروعاً إبداعياً من هذه المشاريع والتي كانت من ابتكار الطلبة أنفسهم.
وأوضحت دائرة العلاقات العامة والإعلام بالوزارة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المشاريع الفائزة تم تضمينها في مجلة متخصصة أصدرتها الوزارة وقد حظيت باهتمام كثير من الناس بها.
وذكرت أنّ معظم المشاريع الفائزة، كانت تستهدف معالجة مشكلات الواقع الصعب في قطاع غزة نتيجة الحصار والعدوان، كان أبرزها مشكلة الكهرباء التي تعد المعضلة الأبرز في حياة أهالي القطاع.
مدير مدرسة عبسان الأساسية بنين فؤاد بعلوشة، عبر عن تقديره لجهود الطلبة في هذه المشاريع، مبيناً أنّ تشجيعهم على ابتكار مثل هذه المشاريع يمكن أن يصنع لهم مستقبلاً متميزاً.
وقال: “رغم الحصار وحالة الانقسام التي يعيشها المجتمع الفلسطيني؛ إلا أن هذا الشعب لم يعدم الوسيلة للتغلب على العقبات التي تعترض طريقه في سبيل الرقي والالتحاق بالأمم المتقدمة”.
وأوضح أنّ إدارة المدرسة قدمت للطالب أبو عنزة المساعدة حسب الإمكانات المتاحة لإنجاح هذا المشروع، معرباً عن أمله أنّ تقوم الجهات والمؤسسات المحلية ذات العلاقة بتبني هذا المشروع والاستفادة منه.